اليوم الدولي لمكافحة التصحر والجفاف 2025.. دعوة عالمية لاستثمار الفرص الخضراء

اليوم الدولي لمكافحة التصحر والجفاف 2025.. دعوة عالمية لاستثمار الفرص الخضراء
أزمة الجفاف والتصحر

 

تحتفل الأمم المتحدة في 17 يونيو من كل عام باليوم الدولي لمكافحة التصحر والجفاف، ويتم الاحتفال هذا العام تحت شعار "استصلحوا الأرض، واطلقوا العنان للفرص"، مشددة على أهمية استعادة النظم البيئية المتدهورة كمدخل أساسي لتحقيق تنمية عادلة، وتعزيز الأمن الغذائي، ومواجهة آثار تغير المناخ.

ركّزت حملة هذا العام على ضرورة تحويل الأراضي المتدهورة إلى مصدر للفرص الاقتصادية والاجتماعية، عبر سياسات ترميم عادلة وشاملة، وتمويل كافٍ، وشراكات طويلة الأمد بين الحكومات والمجتمع المدني والقطاع الخاص.

تاريخ اليوم

أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة اليوم الدولي لمكافحة التصحر والجفاف في قرارها رقم A/RES/49/115 الصادر في ديسمبر 1994، وذلك بالتزامن مع اعتماد اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر (UNCCD).

دشّنت المنظمة أول احتفال بالمناسبة في 17 يونيو 1995، تزامنًا مع دخول الاتفاقية حيّز التنفيذ، وتهدف منذ ذلك الحين إلى تعبئة العمل الدولي لمواجهة تدهور الأراضي والجفاف، بما يهدد حياة الملايين من البشر حول العالم.

أرقام مقلقة

وثّقت الأمم المتحدة تدهور 40% من مساحة اليابسة على الكوكب، محذّرة من فقدان أراضٍ سليمة بمعدل 4 ملاعب كرة قدم في الدقيقة الواحدة، كما أكدت بيانات منظمة الأرصاد الجوية العالمية أن الجفاف ازداد بنسبة 29% منذ عام 2000، مع توقّع أن يؤثر في 75% من سكان العالم بحلول 2050.

كشفت اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر أن أكثر من 2.3 مليار شخص يعانون بالفعل من الإجهاد المائي، فيما يتوقّع أن يضطر 50 مليون شخص للنزوح بسبب تدهور الأراضي بحلول عام 2030.

أهداف 2025

سعى اليوم الدولي لهذا العام إلى دفع العمل الدولي من أجل استصلاح 1.5 مليار هكتار من الأراضي المتدهورة بحلول عام 2030، وتعزيز ما أطلقت عليه الأمم المتحدة "اقتصاد الترميم"، الذي قد تصل عوائده إلى 30 دولارًا مقابل كل دولار يُستثمر فيه.

أطلق الأمين التنفيذي لاتفاقية مكافحة التصحر، إبراهيم ثياو، تحذيرًا صريحًا من الفجوة في التمويل، مشيرًا إلى أن العالم يحتاج إلى استثمار مليار دولار يوميًا حتى عام 2030 لتحقيق أهداف الاستصلاح، وأوضح أن الاستثمارات الحالية لا تتجاوز 66 مليار دولار سنويًا، مع مساهمة القطاع الخاص بنسبة ضئيلة لا تتعدى 6%.

فعاليات دولية

تستضيف حكومة كولومبيا الفعالية الدولية الرسمية لهذا العام في العاصمة بوغوتا، مؤكدة التزامها بتوسيع جهود استصلاح الأراضي، وربطها بتحقيق الأمن الغذائي والمائي، وخلق فرص عمل خضراء، وتشكّل المناسبة محطة لتقييم منتصف الطريق في "عقد الأمم المتحدة لاستعادة النظم الإيكولوجية" (2021–2030).

وأعلنت أمانة الاتفاقية أن مؤتمر الأطراف السابع عشر (COP17) سيُعقد في أغسطس 2026، بالتزامن مع "السنة الدولية للمراعي والرعويين"، لتقييم التقدّم ووضع خارطة طريق جديدة لمكافحة التصحر والجفاف على المستويات الوطنية والدولية.

تحثّ الأمم المتحدة الحكومات على سنّ سياسات وطنية فعالة لإدارة الأراضي، وتعزيز الدعم للمزارعين لاعتماد تقنيات مقاومة للجفاف، مع دمج المجتمعات المحلية في حلول الاستصلاح.

وتدعو المنظمة القطاع الخاص إلى مضاعفة استثماراته في مشاريع ترميم الأراضي، مشيرة إلى أن الاستثمار في الزراعة الحافظة يمكن أن يقلل استهلاك المياه بنسبة تصل إلى 30%، كما تحثّ الأفراد على تقليل الهدر الغذائي، والتوجه نحو الاستهلاك المستدام، والمشاركة في حملات التوعية.

منصة دولية للعمل المشترك

وفّرت اتفاقية UNCCD منصة رقمية توعوية تضم مواد مرئية، ورسائل مقترحة، وأدوات تواصل متعددة اللغات، لتشجيع مشاركة الأفراد والمؤسسات على مستوى العالم، ودعت إلى تسجيل الفعاليات المحلية على الخريطة العالمية لتعزيز تبادل الخبرات وتسليط الضوء على النماذج الملهمة.

وشدد الأمين التنفيذي إبراهيم ثياو على أن استصلاح الأرض لم يعد ترفًا بل ضرورة وجودية، قائلاً: "إذا أردنا مستقبلًا آمنًا وعادلًا، يجب أن نتعامل مع الأراضي المتدهورة على أنها فرصة لا أزمة".

يشكل اليوم الدولي لمكافحة التصحر والجفاف دعوة ملحة لتحويل الطموحات البيئية إلى أفعال على الأرض، قبل أن تُفقد المزيد من الأراضي، وتُضيع معها فرص الحياة والكرامة والمستقبل.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية